[b]
بعد انسحاب رئيس اللجنة الأولمبية العراقية رعد حمودي من سباق الانتخابات واستقالة رئيس الاتحاد الحالي حسين سعيد، أصبح السباق المحموم للظفر بمنصب رئاسة الاتحاد محصوراً بين ثلاثة مرشحين هم ناجح حمود وأحمد راضي وفلاح حسن.
وتتوقع الأوساط الكروية العراقية أن تنهي الانتخابات التي ستجري السبت في العاصمة بغداد ملفا شائكاً ومعقداً عاشته الكرة العراقية منذ أكثر من عامين بعد أن وجد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نفسه مرغماً على تمديد فترة عمل الاتحاد خلال الفترة المذكورة نتيجة عدم توصل الأطراف لحل أمثل.
واللافت أن المرشحين الثلاثة لمنصب رئاسة الاتحاد يعتبرون أن فرصهم قائمة للفوز.
ويقول نائب رئيس الاتحاد العراقي الحالي ناجح حمود (60 عاماً) إن "تجربة العمل في الاتحاد خلال السنوات الماضية أعتقد أنها كافية لتمنحني الفوز".
وأضاف: "الهيئة العامة على علم بما قدمته وعملته وأريد أن أعمله مستقبلاً وأعتقد أنني سأتمكن من تحقيق الفوز في السباق الانتخابي ولدي عدد كبير من المناصرين من أعضاء الهيئة العامة".
ويحظى حمود المولود في مدينة النجف عام 1951 بتأييد الاتحادات الفرعية لكرة القدم في المنطقة الجنوبية من البلاد إلى جانب ممثلي الأندية والاتحادات في منطقة الفرات الأوسط.
فقد اجتمع 28 ممثلاً من تلك الأندية والاتحادات في مدينة الكوفة التابعة لمحافظة النجف وقرروا تأييد ناجح حمود في حملته الانتخابية.
وقال عضو الهيئة العامة وممثل نادي كربلاء محمد عباس لوكالة "فرانس برس": إن اختيار ناجح حمود جاء نتيجة عمله في الفترة السابقة مع مجلس إدارة الاتحاد وله الخبرة والتجربة الكافية لكي يواصل عمله هذه المرة رئيسا للاتحاد وان الاختيار جاء على وفق هذا الأساس وليس غيره".
يشار إلى أن حمود تخرج في كلية للعلوم الإسلامية في سبعينيات القرن الماضي ومثل فريق المدينة المحلي في محافظة النجف، وأشرف على تدريباته لمدة عشر سنوات ثم انتقل لتدريب منتخب العراق للشباب في عام 1988 وأصبح مدرباً للمنتخب العراقي لفترة قصيرة.
وفي عام 2004 انتخب نائباً لرئيس الاتحاد حسين سعيد، وكان من المقربين إلى الأخير ومن المؤيدين له قبل أن ينشق عنه العام الماضي عندما رفض حمود حضور المؤتمر الانتخابي المفترض أن يجري في مدينة أربيل في تموز/يوليو من عام 2010.
وازداد هذا الانشقاق بعد ما أعلن حمود ترشحه لمنصب رئاسة الاتحاد قبل أكثر من ثلاثة اشهر ودخوله دائرة الصراع مع سعيد رسمياً.
من جهته اعتبر نجم الكرة العراقية السابق وعضو البرلمان العراقي أحمد راضي أن ملفه الانتخابي يحظى بقبول واسع لدى أسرة كرة القدم في العراق التي يعد راضي واحداً من أبرز أسمائها التي عرفها التاريخ الكروي العراقي.
ويقول راضي: "لقد مثلت المنتخبات العراقية والأندية الجماهيرية ذات الشعبية الواسعة عبر مسيرة حافلة بالانجازات وأعتقد أنها كافية لتجعلني على دراية كاملة لما تتطلبه الكره العراقية".
وواصل راضي: "لقد عمل الاتحاد السابق وفي مقدمته حسين سعيد في ظروف حالكة وصعبة واجهتها البلاد منذ عام 2003 وعمل سعيد شيئاً هاماً وأستطيع أن أكمل ما بدأه وبناه الاتحاد السابق ورئيسه، وأعتقد أن التجربة الماضية التي أمضيتها قرابة أكثر من 26 عاماً لاعباً ومدرباً ورئيساً لأكبر الأندية في البلاد ستساعدني للفوز بثقة الهيئة العامة".
ويبلغ عدد أعضاء الهيئة العامة الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات 72 عضواً يمثلون الأندية العراقية الممتازة التي بلغ عددها 28 نادياً تشارك في بطولة الدوري، إلى جانب ممثلي الاتحادات الفرعية في المحافظات العراقية، وممثلين عن الحكام والمدربين واللاعبين الدوليين السابقين، وممثلي عدد من أندية الدرجة الأولى والثانية، وسيدخل راضي ممثلاً للاعبين الدوليين.
يشار إلى أن راضي بدأ مشواره مطلع الثمانينيات مع فريق نادي الزوراء أحد أبرز أندية العاصمة الأربعة ودافع عن ألوانه سنوات عدة ومثل منتخب بلاده في مونديال 1986.
وترأس راضي (47 عاماً) إدارة نادي الزوراء الذي حقق معه شعبية عريضة كلاعب ومدرب أيضاً عام 2004 ولم يجدد ولايته عام 2008 بعدما فضل الانتقال إلى الأردن قبل أن يعود ويصبح عضواً في البرلمان عن القائمة العراقية.
يشار إلى أن حصول العراق على لقب كاس أسيا عام 2007 والمنتخب الأولمبي على المركز الرابع في أولمبياد أثينا 2004 من أفضل النتائج المتحققة في عهد الاتحاد العراقي الحالي.
والمرشح الثالث هو النجم الدولي السابق رئيس إدارة نادي الزوراء الحالي فلاح حسن الذي يجد في انتخابات الغد فرصة لبقاء من يصفهم بالضعاف وغير المقتدرين لقيادة الاتحاد العراقي لكرة القدم.
ويقول حسن: "كنا نأمل أن نشكل هيئة مؤقتة لإدارة عمل الاتحاد بدلاً من إجراء الانتخابات المتسرعة غداً وذلك لإتاحة الفرصة أمام آخرين لكي يرشحوا لبقية المناصب، لكننا سنخوض هذه الانتخابات رغم ذلك ونتطلع أن نحقق فيها ما خططنا للفوز بمنصب رئاسة الاتحاد".
ويعول حسن المولود في مدينة ميسان عام 1951 على أندية العاصمة التي يبلغ عددها 10 أندية إلى جانب بعض أندية الجنوب.
وكان حسن غادر البلاد مطلع تسعينيات القرن الماضي واستقر في هولندا والولايات المتحدة الأميركية وعاد إلى البلاد العام الماضي بعد أن وجد تشجيعاً من قبل وزارة الشباب والرياضة.
ويواجه حسن موقفاً صعباً بإعلان رئيس إدارة نادي الزوراء السابق سلام هاشم استعداده للاعتراض على ترشح زميله السابق في انتخابات الغد لكونه هو يمثل إدارة الزوراء وليس حسن حسب قوله.
وقال هاشم: "لدي ما يؤيد ذلك من قبل الاتحادين الآسيوي والدولي وسأعترض على ترشح فلاح غداً أمام اللجنة المشرفة عليها وسأظهر كل الوثائق التي تؤكد استحقاقي بدلاً منه".
وغداة التأهب لإجراء الانتخابات فجّر أحد المرشحين السابقين لمنصب رئاسة الاتحاد والذي تم استبعاده بكونه خاضعا لهيئة المساءلة والعدالة، مفاجأة عندما أكد أنه سيدخل حلبة السباق مجدداً في هذه الانتخابات.
وقال مرشح الهيئة الإدارية لنادي الطلبة أحد الأندية الجماهيرية محمود جاسم السعدي "اتصلت بهيئة المساءلة والعدالة لبحث الاتهام الموجه ضدي ووجدت أن هناك تشابها في الأسماء مع أحد المديرين العامين في عهد النظام السابق ولست أنا المعني".
يذكر أن الاتحاد العراقي تأسس عام 1948 وانضم إلى الاتحاد الدولي عام 1950 والى الاتحاد الآسيوي عام 1971 وأول رئيس للاتحاد العراقي هو عبيد عبد الله المضايفي وآخر رئيس كان حسين سعيد الذي قدم استقالته.
ويعد عدي صدام حسين نجل الرئيس العراقي السابق من أكثر الرؤساء الذين أمضوا عملهم في منصب رئاسة الاتحاد منذ منتصف الثمانينيات وحتى عام 2003.