تظاهر العشرات في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ظهر السبت احتجاجا على الاعتداءات
الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من يومين، والتي أدت لاستشهاد 15 فلسطينيا
وإصابة العشرات حتى الآن.
وخرجت المظاهرة بدعوة من الحملة الشعبية لمقاومة الاحتلال والاستيطان، حيث جاب
المتظاهرون شوارع المدينة، واحتشدوا في دوار الشهداء وسط المدينة، ونددوا بالعدوان
الإسرائيلي على القطاع، ودعوا لوقف كافة أشكال التواصل مع الاحتلال التي تصب بشكل أو
بآخر في دعمه اقتصاديا أو سياسيا، كمقاطعة البضائع الإسرائيلية، لاسيما بضائع
المستوطنات.
وحمل المتظاهرون لافتات تدعو لممارسة كافة أشكال المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، كما
نددوا باستمرار القصف الإسرائيلي على القطاع، واستمرار الصمت العالمي على جرائم
الاحتلال.
وقال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الاحتلال والاستيطان خالد منصور إن "المسيرة حملت عدة
مضامين، أهمها دعوة لتفعيل المقاومة الشعبية دعما لصمود القطاع، وتأكيد على عدم
الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه "عمليات الذبح الإسرائيلية فيه".
وأكد منصور ضرورة استخدام كافة أشكال المقاومة الشعبية لصد العدوان الإسرائيلي،
كالتظاهر على البوابات الإسرائيلية وعلى حدود الجدار الفاصل، وفي المناطق التي تتعرض
للمصادرة والاستيطان.
ووجه منصور رسالة أخرى للسلطة الفلسطينية، مفادها عدم تركيز "فعاليات
سبتمبر/أيلول" -التي ستتزامن مع التصويت المرتقب على الدولة الفلسطينية في الأمم
المتحدة- على الاحتفالات المركزية وما إلى ذلك، بل عبر تصعيد كافة أشكال الكفاح الشعبي
بالقرب من مناطق "التماس" مع الاحتلال.
وكان العشرات أيضا تظاهروا مساء الجمعة عند دوار المنارة وسط مدينة رام الله تنديداً
بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب بوقف الجرائم الإسرائيلية، وطالبوا المجتمع الدولي بوقف
العنف ضد القطاع، وشددوا على ضرورة إنهاء العدوان المتواصل والمستمر، والذي يتوقع أن
يتزايد في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة.
ودعا المتظاهرون –حسب وكالة معا الإخبارية المحلية- لتنظيم مظاهرة أخرى يوم الأحد
المقبل تأكيدا لوحدة صف الشعب الفلسطيني، ولتطبيق المصالحة باعتبارها خط الدفاع الأول
في مواجهة الاحتلال.
وكانت السلطة الفلسطينية قد أدانت -على لسان الرئيس محمود عباس- العدوان الإسرائيلي
على قطاع غزة.
ودعا عباس مندوب فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور للتحرك فورا لعقد جلسة طارئة لمجلس
الأمن الدولي لوقف اعتداءات الاحتلال وتصعيده "الخطير" على قطاع غزة.
ونددت وزيرة الشؤون الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية ماجدة المصري بالعدوان
الإسرائيلي "الهمجي" على القطاع، واعتبرته تصعيدا خطيرا في إرهاب الدولة المنظم التي
تنتهجه حكومة الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وأشارت الوزيرة -في بيان صحفي - إلى أن "العدوان الذي تقوم به قوات الاحتلال على غزة
محاولة إسرائيلية جديدة لخلط الأوراق، وإغراق المنطقة في دوامة عنف، للخروج من الأزمة
الداخلية التي تعيشها، والعزلة الدولية التي تعاني منها مع تزايد عدد دول العالم التي
تنوي الاعتراف بدولة فلسطين".
وأكدت أن "الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تسعى من خلال ما تقوم به من عدوان
على الشعب الفلسطيني إلى إحباط التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة الشهر القادم لنزع
الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس".
كما أدانت الفصائل الفلسطينية المختلفة العدوان الإسرائيلي على القطاع، وطالبت بعدم
السكوت على جرائمه، والتصدي لها.