تحية طيبة عطرة لكل أعضاء و زوار منتدى
أهلا بكل العرب : لؤلؤة العربوأهلا بكل العرب في منتدى :
فلسطين الحبيبة ونصرة القضية العادلةأنفاق غزة تحت حصار إسرائيل ومصر بدت ملامح القلق واضحة على محيّا أبي كفاح وهو يرتشف كوبا من الشاي أعده على نار
وقودها بقايا أخشاب النفق الذي كان يملكه واستهدفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي قبل
نحو شهر.
فأبو كفاح الذي لم يتوقف عن عملية إعادة ترميم نفقه المخصص لاستجلاب مواد البناء
الخام من مصر منذ أن استهدفه الاحتلال، صدم أمس وهو يرقب الحفار المصري ينهش الأرض من
الجانب المصري وصولا إلى نفقه استعدادا لتفجيره في ساعات الليل.
ويقول أبو كفاح الذي التقته الجزيرة نت على أنقاض نفقه الذي يوشك على الانتهاء من
ترميمه، "لا ندري من أين نتلقاها: من طائرات الاحتلال الإسرائيلي أم من أشقائنا
المصريين الذين يضيقون الخناق علينا".
وأضاف "لا أدري كيف سأتدبر أموري وأعود إلى تشغيل نفقي، بعد أن نفد ما ادخرته من مال
لدفع تكاليف إعادة تأهيل النفق من الجهة الفلسطينية بعدما استهدفه الاحتلال".
ولا يكاد يختلف حال أبي كفاح عن حال العشرات من أصحاب الأنفاق في تلك المنطقة، لأن
الحفار المصري لا يستهدف نفقا بعينه بل العديد من الأنفاق المجاورة بفعل عمليات
الارتجاج الناجمة عن عمليات التفجير أسفل الأرض.
ويخشى أصحاب الأنفاق أن تتواصل الحملة المصرية رويدا رويدا لتشمل كافة الأنفاق على
الشريط الحدودي.
أحد أصحاب الأنفاق -الذي فضل الإشارة إلى اسمه بأبي علي- عبر عن تخوفه من إقدام
السلطات المصرية على تفعيل عمل الجدار الفولاذي الذي تم بُني في عهد النظام المصري
السابق على طول الحدود مع مصر والذي تمكن عمال الأنفاق من اختراقه في باطن الأرض.
ويقول أبو علي إنه قلق من إمكانية تشغيل السلطات المصرية لنظام الجدار الفولاذي عبر
ضخ مياه البحر في الأنابيب المثقبة المحاذية للفولاذ، وحينها ستنهار كافة الأنفاق بسبب
تحلل تربتها.
صدى عمليات هدم الأنفاق لم تغب عن ساحة السوق الغزي الذي شهد ارتفاعا طفيفا في أسعار
بعض سلع الأنفاق، رغم استمرار انسياب حركتها من مئات الأنفاق الأخرى في معظم المقاطع
التي لم يستهدفها الهدم بعد.
لكن مع ذلك تسبب النشاط المصري على الحدود في تراجع مستوى عمل الأنفاق عن تلك
الكفاءة التي كانت تعمل بها قبل الحملة الأمنية، ويقدر عدد من أصحاب الأنفاق تراجع
حركة تدفق البضائع عبر الأنفاق بنسبة تترواح بين 35% و40%.
ويؤكد مسؤول فلسطيني أمني في منطقة الأنفاق، أن الجيش المصري عمد منذ أسبوعين إلى
تكثيف عمليات الحفر بحثا عن الأنفاق في مقاطع محددة من الجانب المصري من الحدود بشكل
سريع وخاطف خلال ساعات النهار، ومن ثم تدميرها بالمتفجرات خلال ساعات الليل.
وأعرب المصدر -الذي فضل عدم الكشف عن هويته- عن استغرابه للسلوك المصري، رغم حالة
الضبط والمراقبة المشددة التي ينتهجها الجانب الفلسطيني من أجل منع ما من شأنه أن
يمس بأمن مصر أو قطاع غزة.
وأكد أن جميع الأنفاق التي استهدفها الجانب المصري تستخدم لتزويد أهل غزة بالسلع
والمواد المحرومين منها بسبب الحصار الإسرائيلي الظالم.
من جانبه، قال السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان، إن النشاط المصري
في منطقة الأنفاق قائم منذ فترة طويلة وليس بجديد، فمصر -على حد قوله- لا تستهدف
الأنفاق بشكل كامل، بل يقتصر استهدافها على الأنفاق التي تضر "بالأمن القومي المصري".
وأضاف أن النشاط المصري هناك يأتي في إطار العملية الأمنية الجارية على الحدود والتي
تستهدف فقط ضبط الأمن في منطقة شمال سيناء وفي منطقة الحدود مع غزة.
وأشار إلى أن الحملة تضع في حسابها عدم المساس بمسألة التخفيف من حصار غزة التي هي
أولى أولويات السياسية المصرية، لأن حركة تدفق المواد الأساسية إلى غزة هو مبدأ أساسي
لمصر بعد الثورة، على حد تعبيره.