تحية طيبة عطرة لكل أعضاء و زوار منتدى
أهلا بكل العرب : لؤلؤة العربوأهلا بكل العرب في منتدى :
فلسطين ونصرة القضية العادلةفي ذكرى مجازر "صبرا و شاتيلا".. لا غفران ولا نسيانرحلت الوجوه وبقي لونها، ظلت ملامحها ساكنة في أعماق الملايين الذين ما زالوا يعيشون حياة التشرد والضياع، يتعلقون بأمل العودة إلى الديار، علهم يشهدون يوماً واحداً حقيقياً فوق تراب حلموا به طويلا، بحكم الأهمية التاريخية والدينية لفلسطين، فقد كانت الأطماع الغربية فيها تكاد لا تنقطع، فهذا الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والوجود يعاني الكثير من المآسي والويلات نتيجة لتعاقب الاحتلال بعد انهيار الدولة العثمانية، ليغرس الاحتلال الإنجليزي أنيابه في هذه الأرض الطاهرة ويأتي بحثالة العالم ممن يدعدون اعتناقهم اليهودية، وأن لهم حق تاريخي في فلسطين، ونتيجة لإصرار الشعب الفلسطيني في الدفاع عن وطنه ودينه وعرضه، فقد مارست قوات الاحتلال كل صنوف التنكيل ضد هذا الشعب على مرآى ومسمع العالم أجمع، حيث التخاذل كان صفة الدول الغربية التي كان همها التخلص من حثالة بني صهيون خارج أراضيها، وأيضا الدول العربية التي كانت خرجت من الاحتلال الغربي الذي سلبها إرادتها حتى وقت قريب من الزمن.
فكلما اشتدت مقاومة الشعب الفلسطيني أمعن هذا الاحتلال الصهيوني الغاشم في ممارسة أبشع أصناف التنكيل والتعذيب ضد أبناء الشعب الفسطيني، الذي أصر وما زال مصر على مقارعة الاحتلال حتى زواله، مقدما التضحيات تلو التضحيات حتى وقتنا الحالي.
ومن صور التعذيب التي مورست ضد هذا الشعب المرابط ما حصل بعد خروج قوات الثورة الفسطينية 1982 من لبنان بعد حرب استمرت 80 يوم مع قوات الاحتلال الصهيوني، وأبدع المقاتل الفلسطيني في مقارعة الجيش النظامي الصهيوني المدعوم من الغرب وأمريكا بكل أصناف التقنيات والأسلحة، مسببا للقوات الصهيونية خسائر كبيرة، مما دفع قائدها السفاح "شارون" للتآمر مع قوات الكتائب المسيحية اللبنانية في 16-18/9/1982 والدخول لمخيمي صبرا وشاتيلا الذي يسكنه لاجئين فلسطينيين مدنين عزل، ومارسوا ضدهم أبشع مذبحة في التاريخ، فقد ذبحوا وقتلوا العديد بالرصاص وكان أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ.
وتُعتبر مجزرة
"صبراً وشاتيلا" وهما اثنان من اثني عشر مخيماً فلسطينياً في لبنان، اللذان مورس ضدهما أبشع المجازر الجماعية فقد نفذت ضد الشعب الفلسطيني بالتعاون مع ميليشيات الكتائب بقيادة الي حبيقة، الذي عين بعد سنوات قليلة ولعدة مرات كوزير يمثل التيار الموالي لسوريا في مجلس الوزراء، وتم اغتياله في بيروت يوم 24 يناير 2002 عن طريق سيارة مفخخة، تابعة لها.
أما الصهيوني السفاح "شارون" الذي هدد عدة مرات بإبادة الشعب الفلسطيني فكان عقابه على يد رب العالمين شافيا لغليل الفلسطينين، فقد أصيب في يناير 2006 بغيبوبة بعد جلطة دماغية، ولا يزال في غيبوبة حتى يومنا هذا؛ ليكون عبرة للناس وأن الظلم لن يدوم، قال تعالى: (( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية )) صدق الله العظيم.
أما بالنسبة للشهداء الذين ذبحوا ذبحاً وقتلاً بالرصاص، فقد تفاوتت أعدادهم مع تفاوت واختلاف المصادر، فبينما تحدثت بعض المصادر عن استشهاد 6000 بين طفل وامرأة وشيخ ورجل وشاب، تحدثت مصادر فلسطينية عن استشهاد أكثر من اثني عشر ألف فلسطيني.
تفاصيل المذبحة وفيما يلي، تسلسل أحداث المجزرة كما وردت في تقرير جمعية الدراسات الفلسطينية، للتأكيد على الصرخة التي انطلقت في تلك السنة السوداء، أن "لا غفران ولا نسيان".
الأربعاء 15 سبتمبر الخميس صباحا: الجيش الصهيوني يتقدم على أربعة محاور من المطار إلى مستديرة شاتيلا، ومن السفارة الكويتية نحو الفاكهاني، ومن المرفأ نحو فندق النورماندي، ومن المتحف في اتجاه كورنيش المزرعة، أما الحجة التي تذرع بها الصهيونيون فهي حماية السكان في بيروت الغربية من أعمال انتقامية محتملة تقوم بها الميليشيات بعد اغتيال بشير الجميل، السادسة عصرا: الدبابات الصهيونية تتمركز عند المفارق الرئيسية كما تطوق "صبرا وشاتيلا" من الجنوب والغرب والشرق، الجهة الرابعة هي جهة حي الفاكهاني، أقام الجيش مقر قيادته في بناية من ثماني طبقات على بعد 50 مترا من المخيم.
الخميس 16 سبتمبر الخامسة صباحا: المروحيات تحلق مجددا في سماء بيروت الغربية فتلقي الرعب في نفوس السكان.
السابعة صباحا: الدبابات تتقدم في رأس بيروت والحمرا والمزرعة، ولقيت مقاومة شرسة من مقاتلي الحركة الوطنية في بعض النقاط، وبدأت القذائف الأولى تتساقط فوق "صبرا وشاتيلا" المحاصرتان، فيما عقد اجتماع ضم الشيوخ والوجهاء في المخيم، وقرر هؤلاء الحكماء إرسال وفد إلى الجيش الصهيوني؛ ليوضح له أنه لم يعد هناك مقاتلون في المخيمات، وضم الوفد أربعة رجال طاعنين في السن، وتوجهوا إلى السفارة الكويتية، لم يرهم أحد بعد تلك الساعة، ووجدت جثثهم بعد أيام قرب السفارة.
الثالثة بعد الظهر: تكثيف القصف على "صبرا وشاتيلا"، والسكان ينزلون إلى الملاجئ، في بعض الملاجئ يتكدس أكثر من 300 شخص، والبعض الآخر يلجأ إلى مستشفى عكا.
الخامسة بعد الظهر: ازدياد القصف في مستشفى عكا، اقترح أحدهم إرسال وفد من النساء والأطفال، لم يكونوا على علم بالمبادرة السابقة، ولا بمصير الوفد، هذا الوفد قاده سعيد، العامل المصري في محطة الوقود، ومعه نحو 50 امرأة وطفلا يحملون العلم الأبيض متجهين إلى مركز القيادة الصهيونية، هؤلاء أيضا لم يعودوا.
السادسة عصرا: العناصر المسلحة الأولى تتسلل إلى حي "عرسال" جنوب المدينة الرياضية، مسلحون بالفؤوس والسكاكين، يدخلون البيوت ويقتلون من يجدون داخلها، لا يسمع إطلاق نار، السكان لا يجرؤون على الخروج من بيوتهم، أو من الملاجئ نتيجة الرصاص المتفرق والقصف.
الثامنة مساء: أرخى الليل سدوله، والسماء بيضاء بسبب مئات القنابل المضيئة، وتسمع رشقات غامضة المصدر، لكن لا أحد يجرؤ على الخروج، القناصة يطلقون النار على كل شيء يتحرك، وحدهم الجرحى يحاولون الوصول إلى مستشفى عكا قبالة حرج تابت، وصل الجرحى في الليل ورووا أن ثمة مجزرة في المخيم.
وطوال الليل وبلا كلل، واصل الفريق الطبي في مستشفى عكا الاهتمام بالجرحى الذين كانوا يصلون في موجات متتالية، من جهة أخرى امتلأ المستشفى باللاجئين الفارين من المجازر، كان هناك نحو ألفين منهم مكدسين في الممرات، وفي الطبقة السفلية، وعند المدخل.
الجمعة 17 سبتمبر الخامسة صباحا: عند الفجر عاد إلى مستشفى عكا بعض النسوة اللواتي كُن في عداد الوفد، وكان شعرهن منفوش وثيابهن ممزقة بعدما تعرضن للاغتصاب، وقتل العدد الأكبر منهن أمام السفارة الكويتية على يد مسلحين لبنانيين، فرغ المستشفى في لحظات، إذ فر من لجأ إليه، ولم يبق سوى الأطباء والممرضين وعدد من الجرحى.
الحادية عشرة ظهرا: نادى اثنان من المسلحين، قالا أنهما من الكتائب على المساعدة الاجتماعية النرويجية "ان سوندي"، وأمروها بإخراج كل الأجانب العاملين في مستشفى عكا، فتم بالقوة جمع الفريق الطبي الأجنبي بأكمله: (فرنسيان وفيليبينية ونرويجية ومصري وفنلندية وسيرلانكية)، وإجباره على السير حتى مدخل شاتيلا: رافقه أيضا طبيب الأطفال الفلسطيني سامي الخطيب، وبقيت في المستشفى ممرضة نرويجية وأخرى استرالية للاهتمام بخمسة أطفال رضع مصابين بالشلل، عند مدخل المخيم، كان السكرتير الأول في السفارة النرويجية ينتظرهم، فاصطحب معه في السيارة حاملي الجنسية النرويجية، وقصد المستشفى لجلب الاطفال، تم إطلاق سائر أعضاء الفريق الطبي باستثناء سامي الخطيب، الذي أعيد إلى المستشفى حيث أعدم مع طبيب فلسطيني آخر بقي في المستشفى وهو الطبيب علي عثمان، ومن الضحايا الآخرين ممرضة فلسطينية في العشرين من عمرها هي انتصار اسماعيل التي اغتصبت وقتلت، وكذلك الطباخ الفلسطيني الذي قتل مع موظفين آخرين.
وبعد مغادرة الأطباء دخل المسلحون المستشفى وراحوا يستجوبون الجرحى، اقتيد جريح شاب في الـ 15 من العمر، وهو مفيد أسعد، إلى خارج المستشفى حيث أطلقت عليه رصاصة أصابته في عنقه وضرب بالفأس، في هذه الأثناء كانت المجزرة مستمرة داخل المخيم حيث تمت تصفية عائلات بكامل أفرادها من دون تمييز، وكان بينها عائلات لبنانية، فعائلة المقداد اللبنانية من البقاع فقدت 39 من أفرادها، معظمهم من النساء والاطفال، وبينهم نساء حوامل: زينب المقداد كانت في الشهر الثامن من حملها، وإلهام المقداد في الشهر التاسع، ووفاء المقداد في الشهر السابع، كما وجدت ثلاث نساء دون الثلاثين من العمر مقطعات، وقد بقرت بطونهن وأخرجت الأجنة ورمي بها، بالقرب منهن زينب أم لستة أولاد، ووفاء أم لأربعة، أما ابنة إلهام البالغة من العمر سبعة أعوام، فقد تعرضت للاغتصاب قبل قتلها، تمت بكل وحشية تصفية المحتمين ببعض الملاجئ التي احتشد فيها نحو مئتي شخص، كما جردوا مما في الجيوب ومن الساعات والعقود وأقراط الآذان، وبدأت الجرافات بحمل الجثث وترميها في مقابر جماعية تم حفرها لهذا الغرض، أو تهدم مباني لدفن الجثث تحت ركامها.
السبت 18 سبتمبر السادسة والدقيقة الـ 30 صباحا: اقتحم أفراد الميليشيا مستشفى عكا وأمروا الفريق الطبي الأجنبي بالمغادرة، فاقتيد جميع الأطباء والممرضين (سويديان، فنلندي، دانماركي، أربعة ألمان، ثلاثة هولنديين، أربعة بريطانيين، أميركييان، ايرلندية، فرنسية) إلى مدخل مخيم شاتيلا، حاول أحد التقنيين الفلسطينيين العاملين في المختبر مرافقتهم، لكنه أوقف واقتيد خلف أحد الجدران، ثم سمع صوت طلق ناري بعد فترة.
في اليوم التالي وجدت جثته في المكان نفسه، يؤكد الطبيب بيير ميشلو مشاغن، الاختصاصي النرويجي بتقويم الأعضاء: "رأينا الجرافات تدمر البيوت، وتدفن الجثث تحت الركام".
السابعة صباحا: بدأ المسلحون إفراغ مخيم شاتيلا وحي صبرا ممن بقي فيهما من السكان، في الليلة السابقة كانت مجموعة من الرجال حاولت يائسة الدفاع عن مدخل صبرا لجهة سينما الشرق، وأوقفوا تقدم عناصر الميليشيا عند السوق، كانت مكبرات الصوت تدعو العائلات إلى الخروج من منازلها والتجمع في الشارع الرئيسي، فيخرج المدنيون في هذا الحي، يلوحون بالأعلام البيضاء لاعتقادهم أنهم يواجهون الجيش الصهيوني، ليكتشفوا أنهم أمام ميليشيات لبنانية تابعة لحزب "الكتائب" أو لسعد حداد، وأيضا اكتشفوا المقابر الجماعية على امتداد الشارع الرئيسي والشوارع المتفرعة منه، وفي منتصف الطريق، فصلوا الرجال عن النساء والأطفال فبدأت النساء يولولن، لكن رشقات عدة اسكتتهن، المسيرة تتقدم لكن من وقت الى آخر يتم اقتياد بعض الرجال امام احد الجدران وتطلق النار عليهم، الجرافات تعمل بضربة واحدة فتنهار أعمدة المبنى ويسقط الركام لدفن الجثث تحته، قرب السفارة الكويتية ومقر القيادة الصهيونية أزيلت البيوت، ولم يبق سوى مقبرتين جماعيتين على جانبي الطريق، توافد الصحفيون والمصورون، وإذ صدمهم رعب المشهد راحوا يلتقطون صور المجزرة الجماعية وأكوام الجثث المنتفخة والتي تصفر وهي تشوى تحت أشعة الشمس الحارقة، وكانت آثار تقطيع الأعضاء، والحبال التي قيدتها، والثياب الممزقة، وفروات الرؤوس، وفقء العيون، تشهد كلها على العنف وأعمال التعذيب التي رافقت المجزرة، حتى الأحصنة أعدمت وكانت رائحتها لا تطاق، لست بحاجة لأن أذكر الآخرين بأحداث مذابح صبرا وشاتيلا، فكل العالم يعرفها فقد مضت 28 سنة على تلك المذبحة وما زالت ماثلة أمامنا كأنها حدثت بالأمس، ولكن الذي أود أن أنوه إليه، هو أن العالم كله رغم بشاعة تلك المذبحة، لم يستطع أن يفعل شيئا لذلك السفاح الذي أشرف على المجزرة، كل الذي استطاعوا بمن فيهم العرب هو اللوم والاستنكار فقط لا غير، ويا ليتهم وصلوا حتى لمستوى استنكار الكيان الصهيوني نفسه بفعلة ذلك السفاح، فوا عجبا !! القاتل يدين نفسه أكثر من إدانتنا له!! لماذا؟؟ أو ما هي معايير العالم بمن فيهم إخواننا العرب فعندما تجرأت المحاكم البلجيكية على محاولة محاكمة "شارون" لفعله تلك المجازر، فقد جن جنون أمريكا والكيان الصهيوني لتجرؤ أحد على محاسبة القاتل، وأصدر في النهاية القضاء البلجيكي قرارا بعدم مشروعية محاكمة "شارون" !!! فيا للعجب الأوروبيون يحاولون محاكمة سفاح ومقاضاته أما العرب فاكتفوا بلطم الخدود وشق الجيوب.