احتفلت
الجالية الفلسطينية في الجزائر باليوم الوطني للثقافة الفلسطينية، الذي
يتزامن مع ميلاد شاعر الثورة الفلسطينية الراحل محمود درويش. وحضر
الاحتفالية جمع حاشد من المثقفين والشعراء والكتاب. ونظم الحفل ديوان
الثقافة والإعلام التابع لوزارة الثقافة بالتعاون مع سفارة فلسطين.
درويش الذي زار الجزائر مرات عديدة كانت أماسيه الشعرية مهما اتسعت
القاعات تضيق بمحبيه، فكثيرون منهم كان يكتفي بمشاهدته بشاشة كبيرة خارج
القاعة، واليوم في احتفالية الثقافة الفلسطينية كان درويش بين محبيه في
قصائده بصوته المميز، وحضرت أيضا أغاني الفنان مرسيل خليفة الذي غنى بعض
قصائد درويش.
وكان
بين أحداث الاحتفال المميزة الطفل محمد إسلام الشاشي الذي قدم نفسه
للجمهور "عمري عشر سنوات، الخامس الابتدائي، مدرسة الشهيد عبان رمضان
بمدينة آفلو ولاية الأغواط الجزائر، المهنة متعلم ومثقف صغير، يعد
بالكثير" وأنشده لأطفال الحجارة:
لو طعنتم كل جسمي
ما استطعتم محو اسمي
فأنا جيل الحجارة
ثم ألقى قصيدتين لشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، وشاعر الثورة الفلسطينية درويش، ومما أنشد لدرويش قصيدة "من الأمنيات":
لا تقل لي
ليتني بائع خبز في الجزائر
لأغني مع ثائر
لا تقل لي ليتني راعي مواش في اليمن
لأغني لانتفاضات الزمن
لا تقل لي ليتني عامل مقهى في هافانا
لأغني لانتصارات الحزانى
لا تقل لي
ليتني أعمل في أسوان حمّالا صغير
لأغنّي للصخور
يا صديقي!
لن يصب النيل في الفولغا
ولا الكونغو، ولا الأردن في نهر الفرات!
كل نهر، وله نبع .. ومجرى .. وحياة!
يا صديقي .. أرضنا ليست بعاقر
كل أرض، ولها ميلادها
كل فجر، وله موعد ثائر!
وأتبعها بقصيدة لمفدي زكريا:
هكذا يفعل أبناء الجزائر يا صلاح الدين في أرض الجزائر
سر إلى الميدان مأمون الخطى وتطلع فوق هامات الجبابر
أنت جندي بساحات الوغى وأنا في ثورة التحرير شاعر
وصدحت الأغنية الفلسطينية على وقع دبكات شعبية لفرقة العودة، وبدا بهو
قاعة الموقار أشبه بمعرض ضم رسومات فلسطينية، وأشعار درويش، وترصع بصور
بعض قادة فلسطين الشهداء.
وقد شارك في الاحتفالية نخبة من الشعراء الجزائريين والعرب، وكأن لهيب
الثورات العربية يضيء الكلمات من ميدان التحرير إلى غزة، وغربا إلى قرطاج،
قصائد جمعت الحماسة والفخر والأمل بمستقبل عربي جديد يخط بدماء الشهداء:
ارفع رأسك فأنت عربي